فصل: طريق تحصيل العلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كتاب العلم **


في طريق تحصيل العلم وأخطاء يجب الحذر منها

 الفصل الأول

 طريق تحصيل العلم

من المعلوم أن الإنسان إذا أراد مكانًا فلا بد أن يعرف الطريق الموصل إليه، وإذا تعددت الطرق فإنه يبحث عن أقربها وأيسرها؛ لذلك كان من المهم طالب العلم أن يبني طلبه للعلم على أصول، ولا يتخبط عشواء، فمن لم يتقن الأصول حرم الوصول، قال الناظم‏:‏

وبعـد فالعلم بحـور زاخــــرة ** لن يبلـغ الكـادح فيـه آخـره

لكـن في أصـوله تســهيلًا لنيلـه ** فاحــــرص تجـد ســـبيلًا

اغتنم القـواعد الأصــــــولا ** فمـن تفـتـه يحرم الوصــولا

فالأصول هي‏:‏ العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك لكن ما هي الأصول‏؟‏

هل هي القواعد والضوابط‏؟‏

أو هي القواعد والضوابط‏؟‏

أو كلاهما‏؟‏

الجواب‏:‏ الأصول هي أدلة الكتاب والسنة، والقواد والضوابط المأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة، وهذه من أهم ما يكون لطالب العلم، مثلًا المشقة تجب التيسير هذا من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة‏.‏ من الكتاب من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ الآية 78‏]‏ ومن السنة‏:‏ قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران بن حصين‏:‏ ‏(‏صلَ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع على جنب‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري، كتاب تقصير الصلاة، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقرها، باب‏:‏ جواز النافلة قائمًا أو

قاعدًا ‏.‏‏]‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام، باب‏:‏ الاقتداء بسنن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومسم كتاب الحج باب فرض الحج

مرة في العمر‏.‏ ‏]‏‏.‏

هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل، ولكن لو لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان أشكل عليك الأمر‏.‏

ولنيل العلم طريقان‏:‏

أحدهما‏:‏ أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها، والتي ألفها علماء معروفون بعلمهم، وأمانتهم، وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات‏.‏

وأخذ العلم من بطون الكتب لا بد أن الإنسان يصل فيه إلى غاية ما‏.‏ لكن هناك عقبتان‏:‏

العقبة الأولى‏:‏

الطول، فإن الإنسان يحتاج إلى وقت طويل، ومعاناة شديدة، وجهد جهيد حتى يصل إلى ما يرومه من العلم، وهذه عقبة قد لا يقوى عليها كثير من الناس، لاسيما وهو يرى من حوله قد أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة، فيأخذه الكسل ويكل ويمل ثم لا يدرك ما يريد‏.‏

العقبة الثانية‏:‏ أن الذي يأخذ العلم من بطون الكتب علمه ضعيف غالبًا، لا ينبني عليه قواعد أو أصول، ولذلك نجد الخطأ الكثير من الذي يأخذ العلم من بطون الكتب لأنه ليس له قواعد وأصول يقعد عليها ويبني عليها الجزئيات التي في الكتاب والسنة نجد بعض الناس يمر بحديث ليس مذكورًا في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والمسانيد وهذا الطريق يخالف ما في هذه الأصول المعتمدة هند أهل العلم، بل عند الأمة، ثم يأخذ بهذا الحديث ويبني عقيدته عليه، وهذا لاشك أنه خطأ؛ لأن الكتاب والسنة لهما أصول تدور عليها الجزئيات، فلابد أن ترد هذه الجزئيات إلى أصول، بحيث إذا وجدنا في هذه الجزئيات شيئًا مخالفًا لهذه الأصول لا يمكن الجمع فيها، فإننا ندع هذه الجزئيات‏.‏

الثاني‏:‏ من طرق تحصيل العلم أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه، وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه، أو قصور علمه، أو لغير ذلك من الأسباب، أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح بذلك للطالب أبواب كثيرة في الفهم، والتحقيق، وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة، ورد الأقوال الضعيفة، وإذا جمع الطالب بين الطريقين كان ذلك أكمل وأتم، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم،

وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقيًا من درجة إلى درجة أخري فلا يصعد إلى درجة حتى يتمكن من التي قبلها ليكون صعوده سليمًا‏.‏